العمل الوظيفي أم العمل الحر
لقد ظهر في الآونة الأخيرة شيء أشبه بخرافة مزعومة كان يهذي بها بعض الحالمين بتحقيق عوائد مالية أو ما يعرف براتب شهري بعيداً عن الاستيقاظ باكراً والالتزام اليومي بالذهاب إلى نفس المبنى ونفس ذلك الشارع ونفس المكان، كان مجرد حلم وأصبح حقيقة تساعد في إبعاد صاحبه عن قضاء مدة قد تصل لأكثر من عمر المراهقة بين انتظار الحافلة والوقوع في الزحام والجري للوصول في الموعد إلى تلك الوظيفية التقليدية، وفي آخر المطاف تذهب فرحة حصوله على أجره من تلك الوظيفة والتي شبهها البعض بالقبر تذهب تلك الفرحة والنشوة المؤقتة بذهاب ذلك الراتب ضحية للوصول إلى الوظيفة.
ولن قبل أن تترك وظيفتك، عليك دراسة الإجابة عن هذا السؤال العمل الحر أم العمل الوظيفي
لقد جعل جهاز الحاسوب العالم أشبه بقرية صغيرة مما ساعد في تغيير مفهوم الوظائف ومكن العديد من الباحثين عن العمل واللذين يملكون الشهادات والخبرة وغيرهم ممن لا يملكون إلا خبرة قليلة في استخدام الحاسوب، مكنهم ذلك من الحصول على وظيفة عن بعد ودون الحاجة إلى الذهاب إلى العمل لا جرياً ولا حتى القفز بين الزحام، وبدأ عصر جديد من المنافسة بين الشركات. ولكن ماذا ستختار بالنهاية العمل الحر أم العمل الوظيفي؟
فقد ساعد العمل عن بعد في توفير الكثير من الأمور على الشركات ومن ضمنها توفير المواصلات للموظفين وتوفير المكاتب وبكافة أثاثها ومعداتها حتى أنه وفر عليها ميزانية الكهرباء والتمديدات للأجهزة الحاسوبية؛ ولذلك فإننا قد نجد اعتماد العديد من الشركات على مثل هذا العمل وتحفيز الأفراد للمشاركة بالعمل معهم عن بعد، فمن كان يعتقد أنني وكمثال كاتبة هذا المقال أعمل في نشر المقال وكتابته من بيتي ولصالح جهة في بلد آخر.
لقد فُتح العالم أمام الجميع للمشاركة بأية وظيفة قد تكون مناسبة لهم، وقد عاد العمل الحر بفوائد كثيرة على الأفراد الموظفين ومن ضمن هذه الفوائد:
ولكن قد يجد البعض أن العمل عن بعد فيه بعض المخاطرة أو قد يجد أنه من الصعب قبوله في وظيفة نظرا لكثرة المتقدمين للعمل عن بعد وقوة خبرتهم، وما يجدر بنا أن نؤكده هو أن المستقبل القادم إلينا سيحمل في جعبته كثيراً من الأمور والأقوال التي كنا نعتقد أنها مستحيلة أو أنها أقرب إلى الخزعبلات.لذا قرر بعناية ما تنوي فعله لبقية حياتك العمل الحر أم العمل الوظيفي.
*أن تعمل كموظف يعني أن تقوم بترتيب أوقات حياتك أكثر، من حيث النوم والصحوة، القيلولة، والقيام بالنشاطات اليومية الأخرى وفق جدول معين معد مسبقاً ومنظم بطريقة تتناسب مع ما تبقى من الوقت في ذلك اليوم.
*لديك إجازات سنوية مدفوعة الآجر أقلها 14 يوماً ، وتزداد لتصل إلى 21 يوماً، وبعض الشركات والمؤسسات المحترمة التي ترفع أيام الإجازات لتصل إلى شهر كامل.
*خبرة جميلة بكيفية التعامل مع الموظفين، الإداريين منهم وباقي طاقم العمل، وكيفية التعامل مع الزبائن.
*اكتساب الخبرة في كيفية عمل الشركة بكافة أقسامها وكيفية التنسيق ما بين تلك الأقسام، وذلك له أثر عظيم عند تفكيرك بإنشاء شركتك الخاصة، فقد أصبح لديك فكرة عن الموضوع.
*معرفة أكثر في الأمور المالية وكيفية الاهتمام بكافة المواضيع ذات العلاقة مثل الضريبة، الرواتب، المصروفات، النفقات، الرواتب وغيرها.
*زيادة المعرفة بقانون العمل، من حيث الواجبات والحقوق، وهنا أقصد حقوق وواجبات الموظف والشركة معاً.
*تنمية العلاقات واكتساب أصدقاء جدد، ما ينعكس إيجابياً على الحياة الاجتماعية.
*دخل ثابت وترتيب للحياة بناء على هذا الدخل وذلك بسبب الشعور بالأمان الوظيفي.
*ساعات عمل أقل بكثير من العمل الحر وما لم تنجزه من مهام في ذلك اليوم تقوم باستكماله في اليوم التالي.
*ميزات أخرى مثل: التأمين الصحي ” ليس عند كل الشركات طبعاً “، ساعات المغادرة، الإجازات الطبية، وغيرها.
اقرأ: العمل الوظيفي
والتي لا يمكن تعميم جميعها على كل الشركات – فهي كالتالي:
*أنت ملزم بوقت العمل وهناك صعوبات في التحرك لإجراء بعض النشاطات اليومية والتي قد تكون هامة جداً حيث لا تكفي ساعات المغادرة الممنوحة لك، إلا في حالة تقديمك لإجازة يومية رسمية.
*إذا كنت تعمل بشركة صغيرة، فذلك يعني أن هنالك تدخلات دائمة بالعمل من الجميع، سواء الإدارة أو باقي الموظفين،حتى في مجال خبرتك واختصاصك، وبالتالي هناك جو مزعج فيما يخص هذا الموضوع.
*قد يكون هنالك تأخيرات معينة بأمور هي حق للموظف منذ اليوم الأول، على سبيل المثال موضوع التامين الصحي، لكنها ليست بقاعدة تعمم على كل الشركات.
*موضوع الداوم وأوقات الداوم، إذ أن الشركات العالمية والمحترمة أصبحت تتجه إلى نظام ” المهام ” بمعنى أن الموظف يجب عليه انهاء مهام معينة في هذا اليوم، لكننا وفي الشركات العربية، مازلنا متمسكين جداً بموعد قدوم ومغادرة الموظف.
*الدوام الوظيفي قد يعني الروتين في كثير من الأحيان، إذ قد يتطور إلى ملل دائم لكل من يكره الروتين.
*زيادات ضئيلة على الراتب تكاد لا تلبي احتياجات تطور الحياة لديك، الإلتزامات العائلية، عدد أفراد العائلة، المدارس، الجامعات، وغيرها.
ولكن لا تكفي إيجابيات الوظيفة وسلبياتها لاتخاذ ذلك القرار المصيري والاختيار بين العمل الحر أم العمل الوظيفي، لذا يتوجب عليك أيضًا معرفة إيجابيات العمل الحر وسلبياته أيضًا.
*أنت سيد نفسك، لن تجد من يملي عليك أية أوامر، ليس هناك وقت محدد لبدء العمل أو الانتهاء منه، ولا يوجد من تستأذن منه في الذهاب إلى أي مكان أو حتى التوقف عن العمل في ذلك اليوم.
*دخل غير محدد، وذلك يعتمد على المهارة والقدرة على إدارة الوقت والعمل والتعاون مع الزبائن، الذي قد يكون له أثر إيجابي في تحقيق دخل ممتاز.
*حرية التصرف المالي، بمعنى أن العائدات هي ملك لك، وبالتالي يمكنك استخدامها للترفيه عن النفس، او تطوير العمل والخدمات المقدمة من طرفك، أو الاذخار، أو الجمع ما بين هذا وذاك.
*ثقافة العمل الحر لها تأثير إيجابي على النفس وزيادة الثقة بها، لما فيها من اختلاط مع كثير من الناس وشرائح المجتمع المختلفة واختلاف الأعمال المنفذة من وقت لآخر.
*امكانية التفوق والنجاح والوصول للأهداف وتحقيقها قد يكون قصير نسبياً في حالة الاجتهاد ووضع الاستراتيجة لتوسيع عملك.
*اتساع قاعدة عرض الأعمال لديكم، وإمكانية ترك بصمة قوية بين مختلف العملاء لديك.
*مزيد من النضوج والمعرفة التي ستنمو معك وستزيد مع عملك الحر، لأنك وبكل تأكيد سوف تكون شخص يعتمد البحث من أجل الوصول إلى التميز.
إقرأ أيضًا: كيف تختار مجالات العمل الحر المناسبة لك خاصة في ٢٠٢١
*قد يؤدي عدم التقيد بالعمل في أوقات معينة فيه إلى مشاكل، ما قد ينعكس سلباً على قدرتك على تسليم المشاريع بالأوقات المطلوبة أو حتى الحصول على مشاريع جديدة، وهو ما يؤدي إلى الخسارة أو تراجع في الدخل.
*حرية الوقت قد يعني العمل لساعات طويلة ومتواصلة، ما له تأثير سلبي على الصحة الجسدية، بالإضافة إلى التاثير على الحياة الاجتماعية والتزامات الحياة المختلفة، لانشغالك الدائم بأداء العمل حرصاً على تسليمه بالوقت المناسب وخصوصاً إذا كنت تقوم بتنفيذ أكثر من مشروع بنفس الوقت.
*عندما نتحدث عن الدخل المفتوح، ذلك يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون مرتفعاً، بمعنى آخر أن هنالك عدم استقرار مالي، بالإضافة إلى عدم القدرة على التخطيط للمستقبل البعيد نسبياً. لذلك فإن العمل العمل الحر يتطلب مزيد من البحث والدقة من أجل رسم وتصوّر المستقبل بالشكل الصحيح.
*أنت المسؤول عن تنفيذ الكثير من الأعمال التي لم تكن قد تقوم بها لو أنك موظف، كالاهتمام بالفواتير، أجور العمال أو الموظفين المساعدين لك، الرخص التجارية، الأمور الضريبية، الأموال والعديد من الأمور الأخرى.
*العمل الحر، يعني عدم وجود إجازات سنوية.
كل مهنة بالعالم لها إيجابياتها وسلبياتها، قد تعمل في وظيفة تحقق لك دخلاً عالياً، لكن قد تكون على حساب صحتك بسبب ساعات العمل الطويلة، أو لأنها تتطلب مجهود استثنائي، وقد تكون تلك المهنة تعود عليك براتب غير كافي، لكنك قد تكون راضياً سعيداً، كذلك الأمر ينطبق على العمل الحر بسلبياته وايجابياته، لكن أكثر ما لمسته فيه هو ” الحرية ” ، وأقصد هنا الحرية على الكثير من الأصعدة وليس فقط ساعات العمل، ولما له من فائدة في إطلاق العنان للعقل والتحرر من الارتباط بمكان العمل. وبرغم أن لكل من العمل الحر أم العمل الوظيفي مميزات وعيوب، فعليك أن تتخذ هذا القرار بنفسك.
أغنى رجل في الصين “Jack Ma” والذي تقدر ثروته ب39 مليار دولار
يقول: لو وضعت نقوداً وموزاً أمام القرود فإن القرود ستختار الموز ، لأنهم لايعرفون
أن النقود تشتري موزاً أكثر..!ولو فعلت نفس الشيء مع أغلب الناس وخيرتهم بين مشروع وبين (راتب شهري) في وظيفة معينة لاختار الأغلبية الوظيفة الشهرية، لأنهم لا يعرفون أن المشاريع تجلب نقوداً أكثر من الراتب الشهري وتغير الحياة تماماً
من الأشياء التي تجعل الناس فقراء هي أنهم لم يتعلموا أن يروا الفرص التي تأتي من المشاريع.
لأنه طوال حياتهم وهم يتعلمون في المدارس أن العمل دائما يكون من أجل الوظيفة الشهرية وتعلموا أنهم بدلا من أن يعملوا لأنفسهم سيعملون لدى الغير ..!وليس عليك الاختيار بين العمل الحر أم العمل الوظيفي، فقد ترغب في القيام بالعملين جنبًا إلى جنب.
صحيح أن الراتب الشهري يمنعك من الفقر لكنه يمنعك من الغنى أيضا ولم أر في حياتي شخصاً يعمل من 8 صباحا إلى 3 مساءً أصبح غنيا الا اذا كان فاسداً.
ونتمنى أن نكون قد سهلنا عليك وقمنا بالإجابة عن السؤال المتداول العمل الحر أم العمل الوظيفي؟